کد مطلب:241026 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:141

من أعان ظالما فهو ظالم
روی الصدوق بإسناده إلی الإمام الرضا علیه السلام أنه قال: «من أحب عاصیا فهو عاص، [1] و من أحب مطیعا فهو مطیع [2] من أعان ظالما فهو ظالم، و من خذل عادلا فهو ظالم...». [3] .

إعانة الظالم إعانة علی الإثم و العدوان؛ و ذلك منهی عنه بنص القرآن الكریم قال تعالی: «تعاونوا علی البر و التقوی و لاتعاونوا علی الإثم و العدوان». [4] .

و إنما ذكرت صدر الآیة لإظهار الربط و بیان الفضیلة فی قبال هذه الرذیلة التی هی ضدها تماما و الأشیاء تعرف بأضدادها [5] .

ثم إعانة الظالم و هی تهیئة بعض المقدمات قاصدا بها المعین وصول المعان إلی هدفه و قیل الإعانة قد تتحقق بدون قصد المعین أیضا قال الشیخ الأنصاری قال المحقق الأردبیلی طاب ثرا هما فی ایات أحكامه فی الكلام علی الآیة [6] إن المراد: الإعانة علی المعاصی مع القصد أو علی الوجه الذی یصدق أنها إعانة مثل أن یطلب الظالم العصا من شخص لضرب مظلوم فیعطیه إیاها، أو یطلب القلم لكتابة ظلم فیعطیه إیاه و نحو ذلك مما یعد معونة عرفا فلا تصدق علی التاجر الذی یتجر لتحصیل غرضه أنه معاون للظالم العاشر [7] فی أخذ العشور، و لاعلی الحاج الذی یؤخذ منه المال ظلما... [8] .

و قال الشیخ الأنصاری رحمه الله تعالی: حكی أنه سئل بعض الأكابر و قیل له إنی رجل خیاط للسلطان ثیابه فهل ترانی داخلا بذلك فی أعوان الظلمة، فقال له:



[ صفحه 440]



المعین لهم من یبیعك الإبر [9] و الخیوط، و أما أنت فمن الظلمة أنفسهم. [10] .

و لعل المقام المبحوث أدق من علم الفقه و مسائله، و قد تعرض الفقهاء فی مسائل ولایة الجور و الظلمة لما یمس بذلك و قد عقد الشیخ الحر أبوابا فی كتاب الحدیث منها باب تحریم معونة الظالمین و لو بمدة قلم...

ففی سجادی: «إیاكم و صحبة العاصین و معونة الظالمین».

و موثق أبی بصیر «سألت أباجعفر علیه السلام عن أعمالهم فقال لی: یا أبامحمد لا و لامدة قلم إن أحدهم لایصیب من دنیاهم شیئا إلا أصابوا من دینه مثله».

و فی صادقی: «ما أحب أنی عقدت لهم عقدة أو وكیت لهم وكاء، و إن لی ما بین لابیتها، لا و لامدة بقلم؛ إن أعوان الظلمة یوم القیامة فی سرادق من نار حتی یحكم الله بین العباد».

و فی نبوی: «إذا كان یوم القیامة نادی مناد أین أعوان الظلمة و من لاق لهم دواة أو ربط كیسا، أو مدلهم مدة قلم، فاحشروهم معهم». [11] .

قوله علیه السلام: «ما بین لابتیها» یرید جبلی مكة المعظمة و منه: دعاء الثالث من شعبان فی میلاد الحسین علیه السلام: «و لما یطألابتیها» اللابة: الحرة و الأرض و الضمیر عائد الی المدینة او غیرها [12] .



[ صفحه 441]




[1] حرف الميم مع النون.

[2] حرف الميم مع النون.

[3] عيون أخبار الرضا 237:2.

[4] المائدة: 2.

[5] أمثال و حكم 548:1: (تعرف الأشياء بأضدادها).

[6] المائدة: 2.

[7] أي العشار و هو الماكس من أهل الكمارك الذي لايستجاب دعاؤه كما في الحكمة العلوية «... استجيب له إلا أن يكون عشارا...» النهج 265:18، الحكمة 101.

[8] المكاسب المحرمة القسم الثاني من النوع الثاني مما يحرم التكسب... 16 من القطع الرحلي.

[9] يقال للمخيط إبرة و جمعها (إبر) و الذي يسوي الإبريقال له الأبارلسان العرب 4:4، في (أبر).

[10] المكاسب المحرمة، 16، القسم الثاني من ألنوع الثاني مما يحرم التكسب....

[11] الوسائل 132 - 127/12.

[12] الإقبال 689.